حين عدت مجدداً , كان المد قد بدأ بالانحسار عن الشاطئ .
هل علمت أنني إلي هنا سوف أعود ؟ .. كلا , لَم تكن لدي فكره أن الزمن سوف يدور بي عائداً إلي نفس المكان مره أخري.
لكن هذه المرة , لَم أكن وحدي .
كان طيف , ما حملته لي الأمواج المتضاربة في ذلك اليوم .
كان طيف , هو ما عبر صفحات الماء متجهاً نحوي .
" ألن تسمحي لي بالجلوس ؟ "
قالها منتظراً دعوه لَم تأت .
" لقد قطعت طريق طويل . "
" ليس لدي النية في جعلك لي رفيق . "
بها رددت و عيناي تجولان بالأفق البعيد
" لكنني هنا من أجلك … لقد أتيت من أجلك . "
" ليس من أجلي بل من أجل حلمك بأن تحيا من جديد . "
للحظات ساد الصمت قبل أن أقول متابعه كلماتي :
" كالشمس و القمر هم أنا و أنت , لقاؤنا وَهم .. ليس لنا إلا أن نترائي من بعيد . "
" لكنني النجم في سماءك .. أنا من ينير لكِ الطريق . "
" نجم تطمسه السحب , أو لسماء أخري يسقط تاركا لا شئ سوي ظلال .. هي ما كان دوماً لي رفيق . "
" وددت لو تفسحي لي بقلبك مكان . "
قالها هامساً وقد غمرته الخيوط الذهبية للشمس الغاربة .. ليسطع … كالحلم
حلم أشرق عبر سماء الكثيرين , لكنه كذلك قد انساب كقطرات المطر من بين الأصابع المرتجفة لآخرين .
عندها .. نظرت له للمرة الأولي منذ أن خطي عابراً الأمواج الباردة إلي شاطئي الوحيد
هل رأي ما عكسته خواطري المحتضرة فوق قرص الشمس الغارب ؟
لماذا أتي ؟ … لماذا أنا ؟
" تٌقدِم لي وعداً ,, أملاً باحتوائي كما تحتوي غصون الخريف أوراقها عبر دوامات الزمن الباردة ؟ "
ناظره نحو الجهة الأخرى من الشاطئ أكملت :
" لكن ما أن تهب الرياح ستهوي الأوراق …بينما تراقبها الأغصان من بعيد . "
و مع هبوط الليل و انحسار الشمس خلف طيات الأمواج , كنت أنهض قائله أخر كلماتي
" عذرا أيها الحب .. ليس لك بقلبي مكان .. فما لا يضئ القلب .. يحرقه "
0 comments:
Post a Comment